مقترحات عملية بخصوص التعامل مع وضع المعركة الحالية في السودان

مقترحات عملية بخصوص التعامل مع وضع المعركة الحالية في السودان 

د. امجد فريد الطيب 

تساءل كثيرون عن كيف يمكننا ان نضغط كمدنيين من اجل وقف هذه الحرب المجنونة وايقاف هذه المعاناة الشاملة المترتبة عليها. اعتقد ان هذا يبدأ بتحديد بعض مطالبنا الاولية بوضوح وفي شكل خطوات متدرجة لانهاء هذا الوضع 

الهدف من هذه المقترحات هو تأمين الاوضاع الانسانية والتمهيد لوقف القتال الجاري حاليا

اولا: تمديد الهدنة الانسانية وضمان مسارات امنة محمية ومراقبة لضمان خروج المدنيين من مناطق الخطر. ينبغي ان يتضمن هذا التمديد اتفاق معلن على اجراءات محددة مثل الية المراقبة (والتي يجب بالضرورة ان تشمل المجتمع الاهلي والمجموعات القاعدية بالاضافة الي امكانية التبليغ بواسطة المواطنين) وخريطة معلنة تحدد الطرق والمسارات الامنة لوصول المساعدات الانسانية وتحرك المدنيين وضمانات لحركتهم بحرية، كل شيء ينبغي ان يكون على خريطة واضحة. 

يتلو ذلك

ثانيا: تطوير الهدنة الانسانية الي وقف اطلاق نار تقني، بمعنى انه لا يعكس اي اتفاق سياسي في وقت الاتفاق عليه، بل هو مجرد التزام بوقف القتال الدائر حاليا

يتلو ذلك 

ثالثا: سحب ومراقبة القوات الي خطوط محددة بعيدة عن مناطق المدنيين. يجب على قوات الدعم السريع القبول بسحب قواتها الي خطوط ارتكاز خارج العاصمة الخرطوم ويجب على قوات الجيش ايضا الالتزام بسحب قواتها الي خطوط اخرى بعيدة عنها. وكما يجب ان يلتزم المجتمع الدولي علو مراقبة هذه الخطوط باستخدام الاقمار الصناعية بما يضمن توثيق اي خرق لها. في ظل انهيار سلسلة القيادة عند الدعم السريع ينبغي على قيادتها العليا وقياداتها المدنية الاجتهاد في الزام قواتهم بهذه الاجراءات تحت طائلة الملاحقة الدولية، والامر ايضا يسري على الجيش. هذا هو الامر الوحيد الذي سيعكس ويضمن جدية الطرفين بشكل فعلي في وقف القتال.

يجب على المجتمع الدولي ربط مصير ملاحقة قيادة الجيش الحالية وملاحقة قيادة الدعم السريع بشكل مباشر بالتزامهم بالخطوات العملية السابقة في وقف الاقتتال الجاري حالية بشكل مباشر، وفي كل الاحوال يجب تنحيهما عن اي دور في قيادة المؤسسة العسكرية وينطبق ذلك ايضا على كل من يشتبه فيه من قيادة الجيش بانه صاحب اي انتماء ايدولوجي.

يجب ان تسبق هذه الاجراءات الموضحة في الخطوات الثلاثة الاولى اي محاولات لبدء تفاوض سياسي او الحديث عن اي عملية سياسية وقبل البحث عن حلول دائمة للوضع الحالي. وكذلك فان اي عملية سياسية ينبغي ان تنبني على قواعد واضحة لوحدة مركز اتخاذ القرار ليس في المؤسسة العسكرية فحسب بل في جهاز الدولة ككل كقاعدة لا يجب التنازل عنها لتفادي تجدد هذا الوضع مرة اخرى. هذا الامر لا ينبغي تركه للمساومات السياسية بل تأسيس اي حل عليه.