Posts

Showing posts from 2015

أوقفوا الحرب بأدوات إيقاف الحرب والحل السياسي الشامل ملحوق

Image
أوقفوا الحرب بأدوات إيقاف الحرب والحل السياسي الشامل ملحوق       ‏   ‏ " Reason has always existed, but not always in a reasonable form " Karl Marx  ‏ Letter to Ruge. September 1843 ظلت موائد التفاوض السياسية بين النظام الحاكم للسودان اليوم وبين حركات المقاومة المسلحة مشغولة على الدوام طوال السنوات الخمسة الماضية وقبلها . فالتفاوض لإيقاف النزاع المسلح في دارفور لم ينقطع ما بين أبوجا والقاهرة والدوحة ومؤخراً أديس أبابا برعاية وسطاء إقليمين ودوليين مختلفين. ولكن هذا التفاوض ظل مأزوما على الدوام، بعدم شموليته لكل الأطراف المنخرطة في الصراع الدارفوري ورغبة الحكومة الواضحة في فرض واقع عسكري مغاير على الأرض يساعد بشكل تلقائي على تدعيم مواقفها في طاولة التفاوض. وهو الأمر الذي نجحت فيه مرارا والي حد كبير باستخدام سياسة فرق تسد بعقد اتفاقيات منفردة مع بعض فصائل النزاع دون الأخرى. هذا ناهيك عن الأثر السلبي وموروثات انعدام الثقة الذي خلفه التمادي في نقض عهود الاتفاقيات المبرمة بشأن دارفور. كل ذلك دفع بالحركات التي جنحت للسلم في حين ما للعودة مجدد...

صراع المفاهيم الصحيحة: نقد المجتمع المدني السوداني أم نقض قيوده

Image
صراع المفاهيم الصحيحة : نقد المجتمع المدني السوداني أم نقض قيوده (١) " It is not enough for thought to strive for realisation; reality must itself strive towards thought ." Karl Marx                                                                                    A Contribution to the Critique of Hegel’s Philosophy of Right (٢) الصراع الدائر بين منتقدي العمل الطوعي بدافع انه يخصم من جهد النضال السياسي ضد النظام، وبين المدافعين عنه على إطلاقه، وما بينهما من الانتقادات المرسلة على عواهنها للمجتمع المدني يحتاج لتبيان عدة مفاهيم في سياقها التاريخي السوداني.  لا توجد ضفة صواب مطلق في هذا الصراع، فكل من المعسكرات الثلاثة تمتلك أسانيدها المادية المبنية على الواقع المعاش. ومن الحمق بمكان افتراض الصواب المطلق لإحداها دون الأخريات....

مدارات حزبية: ما الذي يحدث في أروقة الحزب الشيوعي السوداني وما العمل؟

Image
مدارات حزبية ما الذي يحدث في أروقة الحزب الشيوعي السوداني وما العمل أمجد فريد الطيب (1) " طريق الشعب أوسع من زحام الضيق " محجوب شريف (2) ضج الرأي العام على أمد الأيام الماضية بالخبر الذي تسرب للصحف يوم الجمعة ٦ نوفمبر عن إيقاف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني لعدد من عضويتها، ومن بينهم قادة معروفين في دروب العمل السياسي. وتفجر على إثر ذاك التسريب نقاش محتدم حول أوضاع الحزب الشيوعي بين أطراف كثر، فيها الحادب وفيها المتربص ومنها المترقب. زاد من حدة هذا النقاش التصريحات الصحفية للسكرتير السياسي والسكرتير التنظيمي للجنة المركزية في الحزب والتي أكدوا فيها على صحة الأخبار المتسربة دون الإشارة إلى الأسماء الواردة في التسريب، فيما وصفه السكرتير السياسي بانه إجراء عادي ومعالجة دستورية لاتهام ٥ أعضاء بعقد اجتماع خارج الأُطر التنظيمية. . وبسؤال الصحفيين لعضوي اللجنة المركزية الذين ورد اسميهما في الخبر المتسرب نفوا علمهما أو إبلاغهما باي إجراء تنظيمي تم في مواجهتهما. وبالرغم من أن السكرتير التنظيمي للحزب أكد في لقاء صحفي لاحق لهذه الضجة أن الوسائط أصبحت...

سبتمبر ... وجالوت عصرنا

"يا صاحي قبل الطير والدنيا شتوية  أولى انتا بي بلدك .. من الحرامية"  قبل عامين...  وفي مثل يوم ربنا هذا ٢٢ سبتمبر.  كشف البشير عن مدى تخبطه وحيرته، في خطاب مشهود عن متاهة الموت والفقر والدمار التي ساقنا فيها على امتداد سني حكمه لبلادنا منذ ان سطا وعصبته على السلطة.  ابتدر الجنرال الحائر كلامه بالمن على الشعب السوداني "ببيتزا" عصره و"هوت دوقها" .. و تلا على اثره حزمة إجراءات اقتصادية مختومة ببصمة البنك الدولي وخبرائه المتأنقين، ملخصها تقنين السرقة المعلنة المستمرة لربع قرن من الزمان وزيادة ريع النهب الحكومي عبر خديعة رفع الدعم.  و انطلق الناس في الشارع...  رافضين ... انتفض الناس لكرامتهم وحقهم في الحياة والعيش الكريم... انتفضوا لحقهم في بلادهم... مستلهمين شعارهم الوطني ... هذه الارض لنا ... كان الناس اسوداً في الشارع ...  والجنرال الحائر ... لم يكن سوى قنفذ مذعور يبحث عن جحر بين جدران متاهته ليختبئ فيه.  لم يهنأ الجنرال الحائر في ليلته تلك، التي غنى فيها لليلى البنك الدولي ووصفاته السحرية القاتلة ...  لم يترك...

و لمحمود في عليين سلام...

Image
  و لمحمود في عليين سلام...     لا يلزمك كثير او قليل من الاتفاق مع فكر محمود محمد طه او فكرته الجمهورية لتجديد العقل الديني واعادة قراءته بشروط الواقع، بل ربما تكون على الضفة الاخرى تماما لجذور فكره المبني على التسليم بالحقيقة المطلقة القادمة من عالم المثل، لكن ذلك لا يمنعك من الاعجاب بالرجل وباقدامه في الزود عن حياض فكرته امام هامات المشانق وضد جحافل جيوش البربرية والخفة والجهل. محمود كان تقدميا في اتجاهه الخاص، كان ثوريا على طرازه الخاص، و كان اغتياله انتصارا لجحافل غوغاء الغباء ... والاستسهال والتسليم المطلق بالغاء العقول .. كان الكون لحظة اعدامه التي تسامى فيها فوق هامات المشانق في ذات الميقات الكوني الذي شهد حريق روما واغراق مكتبة بغداد وهدمت فيه منممات ونقوش جدران دمشق وشهد خراب سوبا ... كان محمود كل ذلك وكان نميري كاليغولا ونيرون وهولاكو وتيمورلنك وعجوبة ... كان الاصطفاف الكوني لحظة اعدام محمود هو نفس ذاك الاصطفاف... محض خندقين  خندق فيه ينافح المفكر عن فكرته وحيدا .. لا سلاح له الا الكلمة وﻻ درع له الا العقل... سيفه المنطق وذهبه الفكرة...