ظل الله على الارض ام متاهة الجنرال الحائر


ظل الله على الارض ام متاهة الجنرال الحائر


_____________________

في اذاعة امدرمان قبل قليل...

تم اذاعة خبر عن ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد اطلع الاحزاب المشاركة في مسرحية الحوار الوطني على مشاريعه المطروحة للتعديلات الدستورية والتي تضمنت تعديلا ينص على "تحصين" قرارات رئيس الجمهورية ضد اي طعن او اعتراض...

سمعت الخبر في نهايته فلم افهم تماما هل تم اجازة هذه التعديلات بعد ام لا، خصوصا ان قائمة التعديلات المسرودة تضمنت من بينها التعديل الدستوري الخاص بمنح رئيس الجمهورية سلطة تعيين الوﻻة بدﻻً عن انتخابهم الصوري من قبل مواطني الولاية الذي تمت اجازته الصورية من قبل البرلمان قبل اسابيع قليلة استجابة لرغائب جنرالنا الرئيس، بذاك تم الغاء عملية الانتخاب الصوري الذي ينتهي في كل الاحيان بانتخاب مرشح المؤتمر الوطني الذي يختاره عمليا او يقره رئيس الجمهورية والذي هو في ذات الحين رئيس المؤتمر الوطني. ففسر الجنرال الماء بعد الجهد بالماء.

لكن مبعث الحيرة في الخبر، هو عن مقدار ومدى التطمينات الصورية التي يحتاج اليها جنرالنا الرئيس في حيرته المتوجسة... فالرجل يندفع من قرار احمق الي قرار اخر اكثر حمقا دون ان يتروى للثانية للتفكير في الاثر الفعلي لقراراته هذه... فيا هداك الله هل يحتاج البشير بجهاز دولته كاملة الدسم الشمولي لتحصين دستوري لقراراته وهو الذي لا يرد لحاشيته امر، ناهيك عنه هو نفسه حتى تجرا احد وزرائه بمخاطبة المحكمة الدستورية (ايت سيلف) للتراجع عن احد احكامها القضائية استجابة لتوجيهات الرئيس...

وهل يحتاج الجنرال المتوجس لقرار احمق مثل اعتقال شيخين نضاليين بقامات فاروق ابوعيسى وامين مكي مدني وهو الذي تحرس بوابات قصره الجمهوري ارتال من القوات النظامية والمليشيات غير النظامية التي لا تخضع لقانون ولا ترضخ لعرف ولا يخاطب روح افعالها همس من ضمائر ؟!!

ام ان مرد كل ذلك هو تخبط الجنرال الاعمى في متاهات التوجس بحثا عن طمأنينة ولو زائفة او مصنوعة تتيح له توسد مرقده مغمض العينيين ليلا ؟!!

لكن الجنرال لا يدري ولا يدري انه لا يدري ... فيستمر في تخبطه ... تحاصره روح طفل قطعت اشلاءه قذيفة انتنوف حاقدة عمياء تصيدته من داخل خندق خيب ظن الاحتماء بين كهوف جبال النوبة وفيافي دارفور...

وتغض مرقده اشواك زهرة روتها دماء شاب هتف لمستقبل افضل وحياة كريمة فاصطادته رصاصات مليشيات الامن بين شوارع بورتسودان ونيالا وكجبار والخرطوم ...

ويطعن في خاصرة نوم الجنرال الحائر مسمار تم دقه في جمجمة طبيب، أمن بحق شعبه في العلاج والحياة والعدالة الاجتماعية فقتلته فرق التعذيب والتفتيش على الضمائر وكتبت في شهادة الوفاة سبب الوفاة الملاريا وانثى الانفلونس من الجريمة براء .... يسمونه علي فضل...

ويثقل مرقد نوم الجنرال احلام طالب قانون بسنته النهائية قتلته ميلشيات الجنرال لأنه طالب بمرتبة يتوسد عليها سطوح داخلية المناهل ولمبة نايلون يستذكر بها فقه القانون الدستوري الذي يجهل كنه وجوده الجنرال ... يسمونه محمد عبدالسلام...

وتزعح منامة الجنرال .. صرخات مئات المغتصبات وانات الاف المنتهكات و هتافات عشرات المناضلين والشهداء من لدن استاذنا عبد المنعم سلمان وحتى سوميت و معتصم ابوالعاص الذبن قضوا نحبهم بين زنازين سجون الجنرال الصغرى و زنازين شوارع سجونه الأكبر هتافا يلامس سقف السماء بالمجد للسودان ولشعب السودان..


يا لحيرة الجنرال في متاهاته التي لن يفكها عنه اختلاق الحصانات تلو الحصانات ولا توسل التطمينات تلو التطمينات ولا اطلاق بذاءات الكلام تلو البذاءات ... فدية الارواح التي ازهقت والحيوات التي ضاعت ومستقبل الوطن الذي اهرق على يديه .. لن تدفعها عدة اصوات مدفوعة الاجر في برلمان المقرن العاصمي...

 

Comments

Popular posts from this blog

Sudan’s Votes and Violence; the high road to Somalia

تقدم وخدمة الاجندة الحربية لمليشيا الدعم السريع والإمارات

كلمات قاتلة: كيف تم استغلال التضليل وجهود المناصرة الإنسانية للتمهيد للهجوم على معسكر زمزم للنازحين في شمال دارفور