سبتمبر ... وجالوت عصرنا
"يا صاحي قبل الطير والدنيا شتوية أولى انتا بي بلدك .. من الحرامية" قبل عامين... وفي مثل يوم ربنا هذا ٢٢ سبتمبر. كشف البشير عن مدى تخبطه وحيرته، في خطاب مشهود عن متاهة الموت والفقر والدمار التي ساقنا فيها على امتداد سني حكمه لبلادنا منذ ان سطا وعصبته على السلطة. ابتدر الجنرال الحائر كلامه بالمن على الشعب السوداني "ببيتزا" عصره و"هوت دوقها" .. و تلا على اثره حزمة إجراءات اقتصادية مختومة ببصمة البنك الدولي وخبرائه المتأنقين، ملخصها تقنين السرقة المعلنة المستمرة لربع قرن من الزمان وزيادة ريع النهب الحكومي عبر خديعة رفع الدعم. و انطلق الناس في الشارع... رافضين ... انتفض الناس لكرامتهم وحقهم في الحياة والعيش الكريم... انتفضوا لحقهم في بلادهم... مستلهمين شعارهم الوطني ... هذه الارض لنا ... كان الناس اسوداً في الشارع ... والجنرال الحائر ... لم يكن سوى قنفذ مذعور يبحث عن جحر بين جدران متاهته ليختبئ فيه. لم يهنأ الجنرال الحائر في ليلته تلك، التي غنى فيها لليلى البنك الدولي ووصفاته السحرية القاتلة ... لم يترك...